لندن، 11 يوليو، 2014/ وكالة أنباء بي آر نيوز وايرPRNewswire — في مدينة لندن، صرح وزير الخارجة البريطاني ويليام هيج William Hague لصحيفة Wiener Zeitung النمساوية أن تحقيق اتفاق نووي بين إيران والقوى العالمية لا يزال بعيدا بسبب وجود خلافات هامة وكبيرة”، لكنه أمل أن تكون المفاوضات الحالية أفضل فرصة خلال السنوات الحالية لحل هذه القضية.
وقد ألمح أيضا وزير الخارجية الفرنسي لورنت فابياس Laurent Fabius إلى وجود خلافات متزايدة بين الدول الغربية في المحادثات، وذلك بقوله أنه “في الأيام الأخيرة طرح المندوبين المعنيين بالمفاوضات عدد كبير من الأساليب المختلفة في التعامل”.
في الوقت نفسه في طهران صرح محمد باقر نوبخت Mohammad Bagher Nobakht المتحدث الرسمي باسم الرئيس روحاني للصحفيين بأن الحكومة الإيرانية “أعدت خطط طوارئ تحسبا لفرض المزيد من العقوبات في حال فشل المفاوضات بشأن الملف النووي”.
وبحسب الموعد النهائي المقرر في 20 يوليو لإجراء اتفاق نهائي بين إيران ومجموعة القوى العالمية 5+1 والذي يبعد بضعة أيام فقط، فإنه يمكن تفسير هذه التعليقات على أنها تحذيرات مبكرة على الإخفاق المحتمل للمفاوضات، نظرا لأن المرشد الأعلى لإيران علي الخميني Ali Khamenei قد صرح أيضا خلال هذا الأسبوع بأن إيران يمكن أن تحتاج في نهاية المطاف إلى “عشرات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي” لبرنامجها النووي، وهو ما يعتبر أكثر قضية مثيرة للجدل في محور المفاوضات الحالية.
ومما لا شك فيه أن أي حل دائم وعادل للأزمة النووية الإيرانية هو أمر يرحب به جميع الأشخاص المحبين للسلام في أنحاء العالم، حيث أن احتمال وقوع الأسلحة النووية في أيدي النظام الإيراني الحاكم ستؤدي إلى شعور الدول الأخرى بالحاجة إلى إعداد إجراءاتها الرادعة وذلك في منطقة مشحونة مسبقا بالحروب والعنف والإرهاب.
وعلى الرغم من ذلك، فإن إيران ليست مقيدة بنظام الجمهورية الإسلامية. بل هو أمر يخص الشعب الإيراني، الذي أظهر غالبيته وفي أكثر من مناسبة أنهم لا يعتقدون بأن النظام الحاكم يرغب أو يقدر على حماية مصالحهم القومية.
وهكذا يمكن أن تدخل القوى العالمية في اتفاق مع مسئولي الدولة الإسلامية لكنَّ ذلك لا يعني بالضرورة أن هذا الاتفاق قد يضمن في النهاية السلام والحرية والرخاء للشعب الإيراني طالما أنهم يعيشون في ظل الحكم الاستبدادي لهذا النظام.
ولتحقيق هذه الأهداف المتأخرة والتي طال انتظارها، سوف يستفيد الشعب الإيراني من الظروف الجديدة التي سيجلبها الاتفاق العادل على بلادهم، لكن ينبغي ألا يتطلع أحد إلى أنهم سيغضون أبصارهم عن “الخلافات الكبيرة” التي ستكون لديهم مع الحكام المستبدين الذين أوقعوهم في هذا المأزق من العزلة الدولية والعقوبات التعجيزية في المقام الأول.
الدكتور بيهروز بيهبودي Behrooz Behbudi
contact@bbehbudi.com
المصدر: www.bbehbudi.net